السؤال:
زوجي يحادث الفتيات عبر الإنترنت والهاتف، وهذا الشيء بدأ ينفره مني رغم أنه يحبني علمًا أنني الآن حامل بالمولود الأول.
وبدأ أيضًا يبتعد عني ليخلو وحده ولا يرغب بجلوسي في المكان الذي يجلس فيه.
فهل أواجهه وأطلب الطلاق؟!
الجواب:
الأخت السائلة:
نشكر لك ثقتك وتواصلك مع موقع المسلم ونقدر جدا ألمك ومعاناتك مما شكوت منه، ونسأل الله لك أن يوفقك ويرد إليك زوجك ردا جميلا وأنا هنا بصدد تقديم بعض النصائح العملية لك لتستطيعي- إن شاء الله- أن تتغلبي على ذلك الموقف:
أولا: أريدك أن تعلمي أن الحياة مليئة بالمواقف المؤلمة والمفاجئة، وأن المرء عليه أن يكون حكيما تجاه التعامل معها حتى لا يصير رد فعله أكبر منها فتتعاظم الآلام، ولا أصغر منها فتهون وتتكرر، وأنا هنا أنصحك بالهدوء والحكمة وعدم اتباع مشاعر الغضب بارتكاب ردة فعل قوية كإهانة الزوج أو طلب الانفصال أو غيره، وكذلك لا أريد منك الانكسار تجاهها والتهوين من شأنها.
ثانيا: يجب أن تدرسي الموقف جيدا، وتعرفي جوانبه، وإلى أي حد تطور بزوجك، وعلى هذا الأساس يتم تعاملك وتقديرك له.
ثالثا: أنصحك بأن تتحدثي معه بكل صراحة، فتقولين له: أنك كثيرا ما تتركني وحدي وتغلق الباب على نفسك، وأنت هكذا تفتح بابا للشيطان وأن هذا فعلا خاطئا، وأنك مع استمرار هذا الأمر قد تلجئين إلى من تستشيريه فيه وفي طريقة حله، وأريدك أن تُغَلفي حديثك معه بالهدوء، ثم تسألينه عن سبب إعراضه عنك بالتفصيل، وتدركي ما يقوله جيدا من أسباب.
رابعا: إذا استمر فيما هو فيه من الإعراض عنك بتلك الصورة والإقبال على ما شكوت منه فيمكنك استشارة إنسان عليم حكيم ذي خبرة حياتية، وأفضل ذلك إن كان عالما أو داعية أو قريب لك كعمك أو خالك أو غيرهم ممن تتوفر فيهم تلك الصفات وإلا فلا أنصحك باستشارتهم إن لم يكونوا مدركين وحكماء حتى لا تتفاقم المشكلات.
خامسا: احرصي في كل ذلك على عدم فضح زوجك في خطئه وعدم التشهير به أمام أي أحد ولكن اذكري محاسنه واستري على أخطائه ولا تستغلي الظروف لتذكري من سلبياته مالا يتعلق بالمشكلة ولكن اكتفي فقط بما يتعلق بالمشكلة حتى لا تحدثي شرخا بينك وبين زوجك لن ينساه.
سادسا: ليكن تحرك الشخص الذي يقوم بالإصلاح تحركا حكيما بحيث يتكلم معه بينه وبين زوجك وفقط ويحرص في حديثه على نصحه بالشريعة الغراء وكما ذكرت لك لو أتيحت لك الفرصة أن يقوم بذلك أحد الدعاة أو العلماء فهو حسن، وأنا أرشح ذلك لك إن كان الأقربون غير أهل لذلك.
سابعا: عليك أن تنظري لنفسك وتهتمي بشأن زوجك ما استطعتي لذلك سبيلا، وأبشرك إن شاء الله أنه بعد مجيء مولودك الجديد أنه سيكون هناك تغيير ملحوظ.
ثامنا: وعليك بالعموم أن تعتبري نفسك هاهنا قائدة لسفينة أسرتك فاحرصي عليها وتحركي بحكمة في إبعاد زوجك عن هذه الفتنة، واعتبريه مريضا بمرض ما ويحتاج العلاج منه ودواؤه القرب من الله والتوبة إليه والبعد عما هو فيه.. وفقك الله.
الكاتب: خالد رُوشه.
المصدر: موقع المسلم.